منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   النثر والخواطر (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   هو الحبّ (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=2010)

داود السريري 08-02-2010 10:58 PM

هو الحبّ
 





( هو الحبّ )














مدخل





كلّما جاء صباح
يطير عصفور
إلى نافذة
لينصت إلى
تواشيح لحن امرأة .

قد نهضت من نومها
مرتدية البياض
وفي وجهها ملامح ماء
والعطر ..
البنفسج ،
ويدها
المحبرة .

يذوب على فمها
حبر شاعرها
وتبارك بعينيها
أبيض ورقه
وتخفي عن وجهه
الوهن .

من ثقوب الوقت
وتساقط القلق
وجذور الحزن
التي مضت عميقاً
كان شاعرها ،
يكتب ..
نشيد الوطن .



مخرج





برقت إلى بالي مشاهد شتّى ، صور عبرت بها أعواماً مضت ، أحلام مشت خطوات قلقة ، أمان نبضت على غصون أيّامي ، وتساقطت على دفتري حكايات الفرح ، والحزن .
رأيتُ أنهر مشاعر تفيض على وقتي ، رأيتُ الأفق ، والشمس تميل إلى الغروب .. تهيأ حضور الظلام ، تخفي الخيط المضيء في صفحة السماء .
تكثّف نظري إلى الأفق ، لأرى ما ينجبه لي غدي الموعود .

______


في الازدحام ، وانشغالي بالضجيج المتصاعد ، والانتظار الموسوم على جبيني، في وسط انغمار الذكريات المنسيّة ، ونثيث الشوارع ، والمطر الذي يهمي على نافذة غرفتي .
في كلّ هذا ..
كانت عيناك تجعلني أصحو من نعاسي المؤقّت
وشعركِ ..
يعبر بي حقول الحبّ
كنتِ أيّتها الجميلة
تورقين في قلبي
كشجرة
في الصحراء
ترتعش من دفق
الأمطار المجنون .


______



وقفت أرقب لحظات الاغتراب ، والفصول الخريفيّة التي مرّرت فيها ، ولعي المجنون بالذكرى ، الحرف القاسي صمتكِ ، بوحكِ البحر القصيدة المكتملة التكوين ، بوح الياسمين ، واحتفال قوس قزح بالمطر ، ونهار لم تكوني فيه سوى زائرة تجيء وتروح ، ورسائل حبّ نثرتِها ، ولقاءات لعاشقين مبتدئين ، يخافان أن تعتقلهما ( القبيلة ) في أقفاص عيونها .


______


مبلّلاً بالذكرى ، أدخّن بشراهة سيجارة الأحلام التي تراودني ، أخرج إلى الشاطئ لأتأمّل وقع الزحام ، ومعانقة الضوء جسد الماء .
البحر يا مولاتي ، أما كان حكايتنا الأثيرة ، وخطواتنا على الرمل ، والمطر الذي لم ينقطع عن الغناء منذ أتيتِ ، وقلبي المتدثّر بعينيكِ ، مبلّلاً بالذكرى كنتُ ، عارياً ويتيماً كنتُ ، ولم يكن اخضرار الحقول ليغريني بلذّة الفرح ، ولا العبور إلى أزقّة الربيع .


______


حتّى الصباح
لم أنم ..
إنّما بقيت مشتعلاُ
ببريق عينيكِ
أرقبها وهي
تزداد وهجاً
لتقترح حدوداً لوجودي .


______



تأمّلتُ وجهي في المرآة .. ارتكبت ، وكأنّي أراني موغلاً في غابات النسيان ، وكانت عيناك أمامي .. كانت أمامي ، تكتب على وجهي ، وصولاً إلى الدهشة ، حكايات الشوق والحنين ، تغزل لعمري بخيوط نورها ، توقظ أيامي من سبات راودني كلّ خفق ، وانهزام ، وانكسار ، تمحي أحزان وقتي ، تلملم أوراقي الذابلة .


______


مواسم مؤجّلة لم تبح بسرها ، إذ تقطّر في مدى عينيها بريق الحنين ، وانزوائها إذ استبد بها الكحل خلف ستار الخجل ، فكأني أنظر إلى صفحة ماء وأرتبك .


______


في كفّ السنين القادمة ، رأيتُ على وجهي المرهق وطناً .. تحسسته ، تبعته .. فانبعثت من رمادي ، ومرّ على وجهي نسيم بارد ، وطن .. الحكمة التي آمنتُ بها ، خلاصي .. وطن ، أخذ يسحبني في عمق هذا الوجود ، وأنا أوغل أوغل تاركاً خلفي الليل المخبّئ بالهزائم .. لأرتمي في حضنه الأبد .


______


هو الحبّ
الرهبة
النور الأزلي
ينحدر إليّ
كتراقص الضوء
فوق الماء
وما كنت أبصر سواكِ
أيّتها الندى الهف
المتساقط على جسدي
بداية خطواتي
ونهاية أشيائي
مأخوذاً بعينيكِ
صوتكِ ..
مرمم القلوب
هو الحبّ
تراقص الأنامل
فوق بياض الورق
وخطاكِ على ردهات قلبي
تسرّب النور
في ( شرفة فجري )
عصف الرعشة
في الجسد
وانهمار البياض
في معابر الروح
وطن أنتِ
فعل بي
ما لم يفعل ( الوطن )


______


تدافع جسدي خارج الغرفة ، مثقلاً بالخطايا ، موهناً من فرط أوجاع لم يتعهّدها صمتي ، تدافعتُ ، أخطف الفرح الملّفع بصوتكِ ، حتّى أنخطف في بهجة اللقاء ، إذ يعبر بي في زحام الوقت ، أسرّح الهمس المصحوب بأنفاس الخوف ، أطوف حول مواقد الروح المشتعلة ، وانعتاق هذا الخاطر ، وتناثر أحرفه في الريح ...


______


ولم تهدأ الريح
ولا وردة
شمّها القلب
لمّا انتظر .
****


كيف أوغلتُ
في الحبّ
حتّى أراني
أشعل قناديل
سهر .
****

أرى سريع قلبي
وخطوي الأطول
في الوقت ..
وفي الحبّ
دهر .
****

غيمة صيف
تفتحين دفتر مطركِ
في حقل أنفاسي
تبلّلين وقتي
إذ صارت يدك
دواة
وقلبي سطر .
****
من كتب الحبّ القديمة
جئنا
تلبّسنا النور البهي
وغنّتنا أجراس حدائقها
والعطر .. نام
إذ تحوّل وجودنا
بنفسجاً .. ودِفلى
في القلب
أزهر .
****

غطّت الفراشة
فوق شعركِ
وأتكئ الورد
على مقلتيكِ
والعصافير ..
حوّلت جبينكِ
مسرح غناء
ونهضت من نومها
أغصن الشجر .












أبو المؤيد 08-02-2010 11:22 PM

أخي العزيز داود:

نعم أنه الحب، مجمع القلوب ومشتتها، محيي الروح وقاتلها، ملهم العقول ومفرغها.

جميل ما خطه قلمك المبدع هنا، ورائع بروعة الحب.

- لدي رأي شخصي وأرجو أن تتقبله: الكلمات كانت طويلة جداً تشتت ذهن المتذوق لهذا الإبداع، فكلما صغرت واختصرت أوصلت للقارئ المعلومة الصحيحة، أي الم يكن بألأمكن تجزئتها.

دمت بخير.

جاسم القرطوبي 08-02-2010 11:47 PM

جميل ما قرأت لك

تقبل مروري

إيلاف وطن 09-02-2010 12:29 AM


رائع أخي الكريم

الله يعطيك العافيه

كن بخير

محمد الطويل 09-02-2010 10:57 PM

لا يا مصطفى هنا لا أتفق معك مع احترامي الشديد لرأيك المطروح . ليس كل امتداد للنص هو شتات للفكر ، فكثيرة هي النصوص التي ترغب أن تمتد وتمتد طالما أن الربط بينها موجود تماماً كهذه الحالة التي جاء بها داود السريري ، هذا المبدع الذي قرأته منذ أعوام وعرفته وهو يكتب حتى على زجاج نوافذ الغرفة وعلى أطراف المرايا .. يكتب حباً أزليا وذكريات لا تنتهي .


داود السريري ...... أبصم بالعشرة أنك أحد مظاليم الثقافة في سلطنة عمان وأن قلمك لم يجد حقه وأن هناك تقصير مفرط ، فمثل هذه الأقلام يجب أن تجلس على مقاعد المنصات والأمسيات .

داود السريري الذي كتب إحدى نصوصه ( ويبقى لنا الليل ) إذ يقول :
( وفي غياهب الزمن القاسي
كان بؤسي يكبر ويكبر
وفي دفتر الزمن الرديئ
حلمت بميلاد جديد
يصرخ في أنفاسي ) .

ومن قصيدته ( ذات مرة ) يقول :
( ذات مرة
فاجأني الغياب فرحلت عنها إليها
أخذت أحكي نزف جروحي
وفصل الهم الذي هاجر منها إليا

كنت أتساءل :
أين وعودنا
أدفنت في الصحراء الأسئلة
أم تركها الراحلون عند ذات المكان
الذي اجتمعنا فيه ؟
أم داهمها شوق لا يغادره إلا الصمت ؟ ) .

لا أدري عن ماذا أكتب هل عن قصيدتك ( ترتيلة الحب الجميل أم عن أنشودة الرحيل أم عن رسمكِ أنثى أم عن روح أشرقت أو عن إلى زهرة الربيع أم عن من اغتال الأحلام ) . كثيرة هي إبداعاتك وقصائدك فعن ماذا أكتبك ؟ .


هو هكذا داود يكتب بصمت ويخط أحرفه بصمت ويشتاق بصمت كما أنه يسافر بصمت .



دمت بألق سيدي .

كاملة البلوشي 10-02-2010 12:54 PM

الحب
نثر جميل يا اخي

داود السريري 10-02-2010 12:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى المعمري (المشاركة 17772)
أخي العزيز داود:

نعم أنه الحب، مجمع القلوب ومشتتها، محيي الروح وقاتلها، ملهم العقول ومفرغها.

جميل ما خطه قلمك المبدع هنا، ورائع بروعة الحب.

- لدي رأي شخصي وأرجو أن تتقبله: الكلمات كانت طويلة جداً تشتت ذهن المتذوق لهذا الإبداع، فكلما صغرت واختصرت أوصلت للقارئ المعلومة الصحيحة، أي الم يكن بألأمكن تجزئتها.

دمت بخير.



مساء الخير سيّدي الكريم مصطفى المعمري ..

شاكراً لك الإطراء والمرور الجميل ، ورأيك محله العين والرأس والقلم ..
لو أنّي لم أتعمّد تشتيت القارئ ، ولا الحشو المفرط الذي لا يعود بفائدة للنصّ ، وحقيقة قمت قبل فترة بتقليم النصّ ، وهذه الصورة الأخيرة التي خرجت بها ..!
لديّ الكثير من النصوص الطويلة / ربّما أطول من هذا ، وأيضاً لديّ بعض النصوص القصيرة جدّاً .. كلّ فكرة تأخذ حيزاً من الاتساع حينما تنهمر على الورق ،


شكراً لك ثانية

دمت




داود السريري 10-02-2010 12:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جاسم القرطوبي (المشاركة 17778)
جميل ما قرأت لك

تقبل مروري


مساء الخير سيّدي جاسم القرطوبي ..

الأجمل بالتأكيد مرورك العذب ،


دمت



سالم الوشاحي 11-02-2010 09:36 AM

دواد/ ماعليك زود

رائع قلمك أخي

((أبوسامي))

نبيلة مهدي 11-02-2010 09:52 PM

عندما تعجز الأحرف عن لملمت الكلمات تقف حائرة..
هنا النص أعجز كل شيء حتى حواسي من النطق...

رائع يا أخي داود نصك مفعم بالكثير الكثير من الحب
أسعدني أن أكون هنا...

كن بخير


الساعة الآن 03:06 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية