منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   مساحة بيضاء (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=32)
-   -   حفصة الركونية (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=23017)

زهرة السوسن 04-08-2017 11:07 AM

حفصة الركونية
 
حفصة بنت الحاج الركونية (نسبة إلى قرية الركونة وهي من أعمال غرناطة) وتوفيت في مدينة مراكش/ المغرب.
وصفها الملاحي في تاريخه بأنها الشاعرة الأديبة المشهورة. بالجمال والحسب والمال
وقال عنها ابن دحية.« رخيمة الشعر، رقيقة النظم والنثر »
كما وصف لسان الدين الخطيب في الإحاطة جمالها وتميزها وثقافتها الواسعة، وروحها السلسة. كما كانت دبلوماسية وصاحبة تأثير.
ويقال إنّها ذهبت في وفد تهنئة إلى السلطان الموحدي عبد المؤمن في مدينة الرباط، فارتجلت له القصيدة القصيرة التالية وقالت تخاطبه:
ي
ا سيد الناس يا من
يأمل الناس رفده
امنُن علي بِطرسٍ
يكون للدهر عدة
تخطُ يمناك فيه
(الحمد لله وحده)
ولكي يفهم القارئ مقدار حصافة هذه الشاعرة نذكر بأن المراسيم التي كان يصدرها سلاطين المغرب الموحدين كانت تبدأ بعبارة (الحمد لله وحده).
حياتها العاطفية:
كانت الشاعرة حفصة تشبه ولادة بنت المستكفي في أغلب صفاتها وطباعها، فكما جمعت ولادة الجمال والحسب والثراء إلى جانب الموهبة الشعرية، جمعت حفصة الركونية هذه الأمور جميعاً، وكما أحبت ولادة وزيراً هو ابن زيدون، فقد أحبت حفصة الوزير أبا جعفر بن سعيد، وكما عاشت ولادة عزباء دون زواج عاشت حفصة بتولاً كذلك.
ولكن الفارق بين الاثنتين هو أن ولادة شمتت بابن زيدون بعد نكبته ووصفته بأبشع وأشنع الصفات، بينما حزنت حفصة على مقتل صاحبها أبي جعفر بني سعيد ولبست عليه الحداد،
ولما تم تهديدها بالقتل رحلت من غرناطة إلى مراكش، حيث قضت بقية حياتها تحت حماية السلطان المغربي كمربية لبنات الأسرة الموحدية هناك.


وعندما قتلوا لها حبيبها أبا جعفر بن سعيد ولبست عليه الحداد تصف مشاعرها بالقول:
هددوني من أجل لبس الحداد
لحبيب أردوه لي بالحدادِ
رحِم الله من يجود بدمع
أو بِنوحٍ على قتيل الأعادي

أحلى قصائدها:
قال ابن سعيد في « الطالع السعيد » إن حفصة الركونية كتبت إلى حبيبها أبي بكر:
أزورك أم تزور فإن قلبي
إلى ما تشتهي أبداً يميل
فثغري مورد عذب زلال
وفرع ذؤابتي ظلٌ ظليلُ
وقد أملتُ أن تظما وتضحى
إذا وافى إليك بي المقيلُ
فعجل بالجواب فما جميل
إباؤك عن بثينة يا جميل

ومن شعرها في رثاء حبيبها أبي جعفر:
سلام يفتح من زهره الكمام
وينطق ورق الغصون
على نازح قد ثوى في الحشا
وإن كان تُحرم منه الجفون
فلا تَحسبوا البعد ينسيكمو
ذلك والله مالا يكون

وقالت في بطاقة دفعت بها إلى جارية أبي جعفر طالبة مقابلته وتصف فيها نفسها دون ذكر اسمها:
زائر أتى بجيد الغزالِ
مطَّلع تحت جنحه للهلالِ
بِلحاظ من سحر بابل صيغت
ورضاب يفوق بنت الدوالي
ما ترى في دخوله بعد إذن
أو تراه لعارض في انفصال

أم عمر - بتصرف

أشهر شاعرات الحب والجمال في
بلاد الشرق والغرب
القسم الأول


الساعة الآن 05:51 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية