منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   الأرشيف (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   غَيم السَّرابْ ~ (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=13385)

علي الكمزاري 21-07-2012 12:43 AM

غَيم السَّرابْ ~
 
مِن ذَلك الطِفل الصَغير المُختَبئ في مَكانٍ ما في أعماقي ،
إلي مِن أنهكَتهُ كثرة أسئلتي
لَكَ عَرَّاب أشعاري !

غَيم السَّرابْ


http://www.viafy.com/uploads/8ac3ad627b.png

أروي بمنفى حَنيني وَردةَ الوَطنِ
فأزهتْ غُربتي شَوكًا مِن الحَزنِ

لم أقتَطِفْ شَوكةً سَعيًا لِوَردَتها
إلَّا كَما تُقطَفُ الآمالُ بِالمِحَنِ

ما أكثرَ الألم الشاكي ولا سَقمٌ !
كَغارِقٍ في سَرابِ الماءِ بالسُفُنِ

مَامَسَّهُ المَاءُ أنَّى يشتكي بَللًا ؟!
و يَمسحُ الدَّمْعَ -إذْ لا دَمعَ- بالرُدُنِ !

يا حَامِلًا في لَظى الصَحرا مِظلتَهُ
غيمُ السَرابِ فَقيرٌ كَيفَ صَارَ غَنِي ؟!

القَانِطُونَ مِن الأحلامِ وَاقِعُهُمْ
بَحرٌ مِن الوَهْمِ و الشُطآنُ لم تَبِنِ

في كل دَقةِ قلبٍ أكتوي أسفًا
على فُؤادٍ يَضُخُّ الجسمَ بالشَّجَنِ

فما عَجبتُ سِوى أني لهُ وطنٌ
وخرَّ مِن صرخةٍ مِن نبضهِ بَدني !

مَرَّتْ غُيومٌ مِن الذِكرى، ولا مَطَرٌ
ألم يئنْ مَوعِدُ اللُقيا ؟ ألمْ يَئِنِ ؟

كَعادتي في شِتاءِ البينِ يا أبتي
أحِيكُ حُلمًا مِن الذِكرى يُدفِّئُني

كأنَّني ذَالكَ الشَيخُ الذي دُفِنتْ
بالأمسِ زوجَتُهُ، و الأمسُ يَجهلُني !

ما زَالَ يَهذي لَها عَن حُبِّهِ شَغَفًا
يَهذي يُثرثِرُ بينَ السِرِّ و العَلنِ

سأكتفي بِلقا الأحلامِ أسكنهُ
هل للفقيرِ سوى الأحلامِ من سَكنِ ؟

الشمس خلفَ خمار الليلِ نائمةٌ
و البَدرُ دومًا يُواسيني ، يُطمئنني

يَقولُ أمعِن بوجهي تِلكَ قُبلتها
مُذ ودعتني تُعيذ النورَ من وَهنِ

قالت سترجعُ (إنَّ الصُبحَ موعدنا) !
فلتُسرِعي فالسَما عَطشى مِن الظُعَنِ

سألتهُ: فلماذا الليلُ يعشقنا ؟!
يقولُ: صبرًا؛ فإنَّ الصبحَ لم يَحِنِ

يا بدرُ ويحكَ لم تفهم رسالتها ؟
الصبحُ إن كانَ ، بدرُ الليلِ لم يَكنِ

قَد واعدَتكَ وما في الحُبِّ مِن عِدةٍ
تُوفى ؛ لأنَّ الهَوى حَربٌ بلا هُدَنِ

قد ودَّعتكَ و أنتَ الآن ترقبها !
رفقًا بحالك يا من كان يَعذلني

فقالَ يبكي لَعلَّ الشَمسَ تَائِهةٌ ؛
فالليلُ ماتَ بأُفْقٍ أسود الكَفنِ

يُعلِّلُ النَفسَ بالآمالِ يخدعها ،
أفِقْ صغيري؛ فليسَ العمر يُمهلني . .

لم يَتسع وَطني لِلحبِّ فيهِ، لذا
أبيعُكُم موَطني الأغلى بِلا ثَمنِ !

لا لم أخُن وطني لَكنَّ لي قَفَصًا ،
قَد يُولَدُ الطَيرُ في الأقفاصِ لا الفَنَنِ

لِأنَّني طَائرٌ بِاعَ السَماءَ؛ لكي
أعيشَ في قَفصٍ بالحُبِّ يَجمعُني

إن يَعزِف الصَمتُ في قِيثارتي شَجَنًا
فلتُنصتوا بعيونِ الدَّمعِ لا الأذنِ

فلتُنصِتوا لِحديثِِ الروحِ في مُقلي؛
إنْ خانَ صمتٌ فإنَّ العينَ لم تَخنِ

لرُبَّما دمعتي للغيرِ مُؤنِسةٌ !
فالنهدُ يبكي؛ ليروي الطِفلَ باللبنِ

هُناكَ طِفلٌ وراءَ الرُوحِ مُختَبِئٌ
أصَغوا إلى ما وَراءِ الطِينِ و البَدنِ !

طِفلٌ يُنادي: أبي ! أنصِتْ إليَّ أبي
فالحُبُّ عصُفورُهُ ما ماتَ في غُصُنِي

لَكنْ تَعبتُ و كَفي شاخَ مُنتَظِرًا
أمُدُ وردي بَكفي النَاعِمِ الخَشِنِ !

حَتى تَراختْ يدي و الرُوحُ ذابِلةٌ ،
و المَوتُ يَقطِفُها و الحُبُّ يزرعُني !

تَعبتُ من بسمةٍ مَاتَتْ على شفتي
أمستْ وربِّ المَسَا للثغرِ كالكفنِ

مَازِلتُ طِفلًا و حُزني الطِفلُ يُشبِهُني
شَيخٌ تَصابى لِينسى لَعنةَ الزَمَنِ !

أرضعتهُ نَهدَ عينٍ قد بَكتْ لبنًا
بعدَ الدُّمُوعِ التي كانت تُبلِّلني

أحِنُّ يا أبتي لِلصُبحِ في بَلدي
لِلنومِ في حضنِكَ الدَافي و للمُدُنِ

لِلطَيرِ يَهبِطُ مَكسورَ الجَناحِ على
شُباكِ مَنزِلنا ضَيفًا يُفاجِئُني !

لِلفَجرِ يُوقِظُ بُستانَ الورودِ كَما
يُكَحِلُ الليلُ عَينَ الوَردِ بالوَسنِ

إلى القَصيدةِ إذْ تُوحى إليكَ، ولا
وَحيٌ هُنالكَ لَكنْ كُنتَ تَكتُبُني ! ..

أخطُّ قِصَّة حبٍّ لا خِتامَ لها ؛
لأنَّني إنْ ختمتُ الحبَّ يختمني

إنَّ الأسى ليسَ كُفْءًا لي و قَافيتي !
لَكنَّ طِفلًا كَواهُ الشَوقُ يَسكُنُني

بُنيَّ ها قَد أتيتُ الآن خُذْ بِيدي
طَمْئِنْ سُرورَكَ لا خَوفٌ مِن الحَزَنِ

~

علي الكمزاري 21-07-2012 12:45 AM

لِمن يسألْ :
> البيت أول . . ثمَّ الصورة ^.<

يوسف الكمالي 21-07-2012 12:55 AM

هذا مكاني .. انا اولى به

وسأعود .. سأعود كثيرا !

خليل عفيفي 21-07-2012 01:40 AM

أخي الشاعر القدير : على الكمزاري
قصيدة في قمة الجمال ، بحرها بسيط ، معانيها عميقة ، وأفكارها متسلسلة
وأما الصور، فقد كانت عديدة بالفعل ..

أروي بمنفى حَنيني وَردةَ الوَطنِ
فأزهتْ غُربتي شَوكًا مِن الحَزنِ
أخي الشاعر :
عجز البيت لم نتمكن من قراءته جيدا
لعلها الحركات .

مَازِلتُ طِفلًا و حُزني الطِفلُ يُشبِهُني
شَيخٌ تَصابى لِينسى لَعنةَ الزَمَنِ !

أرضعتهُ نَهدَ عينٍ قد بَكتْ لبنًا
بعدَ الدُّمُوعِ التي كانت تُبلِّلني

إنَّ الأسى ليسَ كُفْءًا لي و قَافيتي !
لَكنَّ طِفلًا كَواهُ الشَوقُ يَسكُنُني
هنا كلمة كفءا ، هل قاعدتها الإملائية هكذا؟

شاعر قدير كـ الشاعر : على الكمزاري
يسعدنا أن نكون معه
نص قرأته بتمعن شديد ، صور جميلة ، وجديدة
أعجبني هنا :
أرضعتهُ نَهدَ عينٍ قد بَكتْ لبنًا ...
لك مني كل التقدير ، أخي الشاعر القدير

سالم الوشاحي 21-07-2012 02:34 AM

أخي العزيز علي الكمزاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابيات جميله من شاعر رائع

بحضوره وبمعانية الراقيه

الف صح نبضك أيها الأصيل

تقديري وجل احترامي

الوليد الصوافي 21-07-2012 03:15 AM

كم أنت رااااااائع
شاعر متمكن بقووووة
أعجبني قولك:

كَعادتي في شِتاءِ البينِ يا أبتي
أحِيكُ حُلمًا مِن الذِكرى يُدفِّئُني

..
حماك الله أيها الرائع

عبدالله الراسبي 21-07-2012 01:56 PM


اخي العزيز علي الكمزاري ابيات جميله ورائعه
تسلم على هذه القصيده الطيبه
وتقبل تحياتي

علي الكمزاري 21-07-2012 04:44 PM

يُوسف . . لَك أن تَسكُن هُنا إن شِئت !
فأنت العَرَّاب ،

علي الكمزاري 21-07-2012 04:59 PM

أهلًا بِكَ أستاذي خَليل ،
فعلًا الصور عَديدة و قد لا يُحسب هذا لِلقصيدة؛ بل عَليها !
ولذلك كَان اسم القصيدة في آخر لحظة (بَعثرة أحاسيس) فهي فعلًا مبعثرة ^<

كنت أتمنى أن تحدد العلة أكثر ،

فأزهتْ غُربتي شَوكًا مِن الحَزَنِ > أظن مشكلتك بالحَزَن ،
لعلك قرأتها الحزْن !

اقتباس:

هنا كلمة كفءا ، هل قاعدتها الإملائية هكذا؟
ابتسمتُ حينما قرأتُ سؤالك ؛
فقد كتبتها بشيءٍ من الشك مُنتظرًا تصحيحك =)

لكن أغلب الظَن هي صحيحة -إن شاء الله- ؛
ففي مُسابقة الطالب المجيد في اللغة العربية كان يُطلب منا مُراجة
كُتب الصُفوف الدُنيى ،
فأخذت كتاب الصف الثامن (حيث يُدرسُ الإملاء) و كانت القاعدة كالتالي:

الكلمات المسبوقة همزتُها بألف لا توضع -عند تنوين الفتح- ألف بعد الهمزة . .
كـ سماءً !

و كُفْء > لم تسبق الهمزة بألف ، لذلك وضعت الألف بعد الهمزة ،
و ننتظر رأي مُشرفي القسم .

لا هذا كَثير كثير على طَالبٍ مثلي ،
أشكُر رقة منطقك و عذوبه لِسانك ، بل ما أسعدني أنا بوجودك وما أظفرني به ^ ^

~

علي الكمزاري 21-07-2012 05:20 PM

سالم الوشاحي
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

ردكُ الأجمل يا أنت ،
لكَ الشُكر =)


الساعة الآن 09:58 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية