منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   دعوة مظلوم (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=11116)

أنور 13-02-2012 03:32 PM

دعوة مظلوم
 
الساعة تقترب من الواحدة ظهرا استوقفني مشهد حرك في نفسي مشاعر خالطها بواعث الرحمة على أحداهما فبينما كنت خارجا من إحدى البقالات التي تقبع بالقرب من إحدى المحاكم شاهدت شابين قد خرجا من المحكمة أحدهما ركب سيارة باهضه الثمن أم الشاب الثاني فلقد أدار بوجه بتجاه القبلة ورفع يديه إلى السماء لعله قد خسر في محكمة الدنيا فرفع القضية لأعدل القضاة وأحكم الحاكمين فالقاضي هو من خلق السموات والأرض ومن فيهن يعلم السر والجهر والشهود ملائكة مقربين ,دنوت بسيارتي منه فسلمت عليه وقلت له هل أستطيع أن أساعدك , رد وبما تساعدني قلت له هلا ًأوصلتك إلى منزلك وافق فركب وقال وهل في هذا الزمان يوجد أمثالك يقدمون الخدمة للناس المحتاجين ؟قلت هم كثيرون سكت قليلا ثم قال أنصحك نصحيه لوجه الله لا تأمن أحد في هذا الزمن ولو كان أخوك قلت لما قال سأحدث بأمري وما جرته ثقتي العمياء في الأخرين لقد كان ليي ابن عم وصديق مقرب يدعى أبا أحمد درسنا معنا ثم ذهب كل منا حسب ميوله وما سجله له القدر أصبحت شرطيا أما ابن عمي فأكمل دراسته في كلية التجارة والاقتصاد ومرت الأيام وأنا وابن عمي على تواصل توفي والدي
وبعد فترة تفأ جات بزيارة ابن عمي ليي ولكني استقبلته قال ليي إنه ينوي الدخول في مشروع تجاري طلب مني مبلغ من المال وسيرجعه ليي في أقرب فترة بعد أن يقوم مشروعه على ساق وقدم سألته وكم المبلغ الذي تنوي أن تبدأ به المشروع رد أربعة الآلاف ريال أعطيته ألفين واعتذرت عن الباقي ومرت الأيام وأصبح ابن عمي من رجال الأعمال المعروفين في البلد يدخل الصفقة تلو الآخر وتوفي زوج أخته تاركا ثروته للأبناء والزوجة في تلك الفترة التقيت به فأخبرته بأني أريد المبلغ الذي كان قد استدانه مني ولكنه رد بأن أمهله فترة وفي كل مرة أطلب المبلغ منه يماطل في السداد رغم إنه مسدود الحال فلديه منزل وسيارتين بل وفي المرة الأخيرة أنكر بأنه قد استدان مني المبلغ فذكرته ببيتين أتى بهما معلم اللغة العربية في الاختبار فقلت هل تذكر يوم اختبار اللغة العربية يوم ترددنا في الغرض البلاغي للنهي بين النصح والارشاد أو التوبيخ في قول الشاعر
لا تظلمن إذ لم تكن مقتدرا فالظلم عقباه يعود للندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
ألم تعرف عاقبة الظلم إن أجلا أو عاجلا فالظلم ظلمات يوم القيامة ولكن لم يحرك ساكنا بل زاد طغيانا وظلما لقد طردني من منزله وأمر الخدم بأن يخرجوني من المنزل خرجت ولم تكن لدي وسيلة إلا تقديم دعوة في المحكمة عليه لعل وعسى رفعت الدعوة وقبل هذا اليوم علمت بأنه احتال فأخذ مال أبناء أخته وأخته وحولها باسمه بل وطردهم من منزله فلم أعجب إن كان قد أكل مال الأيتام بالحيلة والمكر فلا عجب إذ أنكر أنه قد استدان مني قاطعته قائلا واليوم ماذا حدث في ساحة المحكمة رد بأن القاضي قال البينة على من أدعى واليمين على من أنكر فلم تكن لدي أي شيء يثبت بأنه أخذ المبلغ مني ولم يكن ليي شاهد إلا نفسي أما المدعي عليه فلقد حلف يمينا بأنه لم يأخذ مني حتى ريال واحد وخرجنا ابتسم ابتسامة خبيثة وقال ليي القانون لا يحمي المغفلين أمثالك عندها رفعت الدعوة إلى محكمة الآخرة نزل صاحبنا إلى منزله بعد أن قدم ليي الشكر الجزيل وبقينا على تواصل وبينما كنت عند أحد أصدقائي سمعته ينصح محدثه بأن يرد المظالم إلى أهلها وبعد أن أنهى مكالمته سألته بأسلوب المزح وهل عينت واعظا وأنا لا أدري قال لا بل ليي صديق احتال على الفقراء وكبار السن فشترا منهم أراضيهم بأقل من نصف ثمنها علمت منه بأنه ابن عم صاحبنا
وأصبحت أسمع إلى حكايات ظلم أبو أحمد من صديقي أبو سلطان وتمر الأيام إلى أن جاءت تلك اللحظة التي تنقلب السيارة بأبي أحمد وهو ذاهب لتوقيع على صفقة تجارية أستطاع المارة أخراج الشخص الموجود وبعد لحظات احترقت السيارة بالمبلغ الذي فيها وأبو أحمد يصرخ لقد احترق تعبي خمسة عشرة ألف ريال ونيف فالسيارة احترقت هذا من حسد الناس ولم يفتكر رد عليه بعض الموجودين بل من ظلمك وجبروتك في الأرض تحسب بأنك مخلد فيها رجع أبو أحمد لمنزله وقلبه يحترق على سيارته التي في لحظة أصبحت رماد والمبلغ الذي ضاع في لحظة ولم تمر إلا أيام محدودة إلا واحترق مصنع له وخسر وفي نفس اليوم يتلقى الخبر الثاني وهو خسارته في الأسهم سقط أبو أحمد ونقل للمستشفى وعندما شخص الأطباء حالته وجد بأنه أصيب بجالطة ومن الصعب تحسن حالته ولكن الشفاء بيد الله وحده ولو شفي سيظل مقعد إلى يوم رحيله هكذا جمع أبو أحمد واحتال على الناس ولكنه نسي بل تناسى بأن للناس رب يردعنهم المظالم رب لا يظلم الناس مثقال ذرة نسي بل تناسي بأن قارون لم ينتفع بكنوزه ولم ينجي فرعون من الغرق سلطانه وجبروته نسي بأن الدنيا ستزول عنه كما زالت عمن سبقه ولا يبقى إلا العمل الصالح
أسال الله أن ينفعني بما كتبت وأن يجعله حجة ليي لا حجة علي وأسال الله حسن الخاتمة

عبدالله الراسبي 13-02-2012 04:00 PM


اخي العزيز انور يسلم قلمك الجميل والرائع على هذه القصه الطيبه التي تحمل نوع من انواع الحزن على مثل هؤلاء الناس الذين يظلمون عباد الله وياكلون مال الحرام وما الدنيا الا متاع ولهو الى حين فهؤلاء الناس اشتروا دنياهم وباعوا آخرتهم حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله تقبل تحياتي اخي العزيز قصه جميله جدا وننتظر جديد بكل شوق

السعدية 13-02-2012 04:19 PM

اللهم امين اخي انور الله ينور عليك
دنيا واخره وعلينا جميع راق لي
ما كتبت وهذه عاقبة الظالمين نسو
وتناسو بان الله على كل شيئن رقيب
كل الود اخي الكريم لشخصك النقي

أنور 13-02-2012 05:28 PM

أشكرك أختي السعدية على متابعتك الدائمة وردك على المواضيع

وفقك الله لما يحبه ويرضاه وجعل الجنة مستقر لقدميك

أنور 13-02-2012 05:34 PM

شكرا أخي عبد الله على متابعتك وردك الدائم
وفقك الله لما تحبه وترضاه

خليل عفيفي 13-02-2012 05:56 PM

أخي أنور
جزاك الله خيرا
لفت نظري كثرة الأخطاء الإملائية .. لن أذكر إلا ما كان لافتا للنظر مثل :
إلى ، لي بينما كتبتها أنت : ليي
وبعض الأخطاء الأخرى
وأما بيت الشعر الأول ، فهكذا :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا**فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
وأما النص فقد أبدعت فيه بالفعل ، فقد كان هادفا ، وعالج قضية الظلم
في قالب أدبي مميز
تقبل مروري أخي أنور

أنور 13-02-2012 08:25 PM

شكرا أخي خليل على تصويب الأخطاء لي واتمنى متابعة المواضيع التي أطرحها في المنتدى وعرض ملاحظاتك
وفقك الله لمايحبه ويرضاه

جمعه المخمري 14-02-2012 12:17 AM

اخي انور

لقد امتعتنا بسردك للقصة
انها تلامس حياتنا بشكل مستمر
حكاية الظلم
واقعٌ لن ينتهي
وقصص الظلم عديدة
وهـذه واحدة منها

جزاك الله خيرا يا اخي

أم أفنان الرطيبيه 14-02-2012 12:54 AM

قصه متميزه اخي انور
بل رائعه
بانتظار جديدك

أنور 14-02-2012 01:02 AM

شكرا أختي أم أفنان على المتابعة


الساعة الآن 06:08 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية