|
أمام القاضي دون محامي
كنت أعتقد أن السماء تمطر كيفما شئت وحسبت أن الزهور تنحني إن انا جئت كنت أرى الأسود تبتسم..... وسمعت الرياح تعزف الأوتار..... كان مذاق الشتاء كالعسل المغلي على النار احساسي يسابق همساتي إن تكلمت وآهاتي يمحوها النسيم كلما تألمت..... هكذا كان المساء: تلاعب اوراقه همسات الربيع تغني على عتبات البيوت آثار الطفولة. فواحد يجري ويرفع نفسه نحو السماء لعله سيطير..... وآخرون يرمون الكرة من فوق سور الجار..... فتسمع الضحكات حين تعلو أصوات من سكنوا الدار الحياة كقطعة الخبز ليس هناك إلا اليوم وقد يكون أو لا يكون بعد اليوم إلا يوم آخر يمرحون بما هو موجود حتى لا يفقدون حلاوة الوجود. الأقدام عارية والرداء امتلأ بالتراب..... وكم يطيب لهم الاستجمام على حواف الينابيع وامرأة عجوز ترفع رأسها لتقبل السماء فلعل من سكنوا السماء يمرون عليها أو يسد رمقها حلاوة الشوق..... بدى الأفق وكانه يهم بالرحيل..... مع هذا لم أحرم نفسي من رؤية الغروب عزف النسيم, حفيف الشجر, نغمات الطيور..... تثير في جوفي أغنية ترتلها شفاه العاشقين وتسمع من على المحراب هتاف العابدين كان الليل تزينه الثريا..... يرقص على ألوانه القمر والنجوم يسبح في غمامه الحمام حين أشدو. يتورد محيا الزهور كلما أدنو..... حين تلد النساء تسمع الزغاريط تصدح كالصدى تشعل النشوة كالبرق..... تصل الأنباء إلى أقاصي الشرق فيخجل الحزن أن يبدي وجهه..... مهلا................................ وكأن الليث يظهر أنيابه ومزق الهدوء أثوابه. لهيب العواصف يلفح الوجوه هل هي الجحيم..... أم هي ليال عجاف. لما الهدوء يمزق قلوب الساكتين أو أن الألسنة بدت تحد وتذبح كالسكاكين عرفت ان الصغار يكبرون , وأن الكبار يشيبون ورأيت العجائز إلى أرذل العمر يردون لكني لم أدري أن فرحة الصغار تشيب وأن حكمة الكبار تغيب لم أؤمن ان الحياة تولد من جديد تتنزل في قدسية امراة أشرف الديانات ترتشف من نحرها الوحوش..... ترتوي أنوثتها من جماجم الرجال. تقف أمام القاضي دون محامي..... أيها القاضي جئتك بدون شاهد ولا دليل لم آتي بشيء عسير..... ولا أملك أي شيء يسير جئت أطالب بتحقيق العدالة...... ولا أهتم إن لم اجد من يدفع عن لساني الكفالة جئتك فرادى وأنا لم انتهي من اعداد المقالة أطالب بدفع الدين عن جرح ما زال ينزف فالآلام ما زالت طرية حتى الدموع لم تجف أيها القاضي قل لي: بأي حق تسلب الأرواح ومن يملك الصلاحية في ان يغير ما جاء في الألواح هولاء قوم لا يرحمون..... واولئك ذكور يعرفون كيف يتملكون أنا لا املك سلطة في تغيير الواقع. ولست هنا لإحداث ضجة عما يحدث في العالم أيها القاضي أنا أعلم ما أريد فلربما تريد ان تعلم ما لا أريد ما أفعل إن مات القلب وشاب العقل رحت يوما لمعانقة امرأة أعرفها ..... أنهكها العمر وشاب رأسها من كثرة الحمير خطت في ورقة: أن ملكي محرم على السائلين..... ولا يأكل من بيتي إلا المقربون ثم يتبعهم الآخرون. سلام على كل قلب قال آآآآآه وصدق من لا يعرف إلا ان يغلق فاه..... قالت أوصيكي بثلاث: أن تتبني طفلي, وترعي بيتي, وتطعمي ذئبا لا يأكل إلا من لحمي أيها القاضي: الاول: ربيته وحفظته وكبر بين حنايا صدري أما الدار فما زال مفتاحه في جيبي الثالث: ألتزم الصمت في كل مرة ينهش عظمي قالت أنهاكي عن ثلاث: عن رجل لا يشبع ,وقلب لا يخشع وعقل لا يسمع أيها القاضي, بيني وبين المنكر النار..... واقسم لم يسكن قلبي ما يجلب العار..... أيها القاضي كنت في الحدث حين وقع الفأس على الرأس وأنا شاهدة على نفسي أني لم أكن في الموقع حتى أدفع البأس لكن ليس عندي تبريرا لجرائمي. لم يكن مسألة ضمير.....ولكن رد اعتبار. فهم من قاتلوا وقتلوا.....هم من ارتموا على أحضان الموت لما أشرك نفسي في تعذيبهم وهم أعداء السماء لم أصل لحد الثمالة.....ولكني لعلني أقول الحقيقة أيها القاضي إني أتكفل بترويض قلبي..... ولا أرغب بالوصاية على روحي..... أن لا تبلغ حروفي منصة الإعدام...... أن أرحل بعيدا بين تلك الأفق الشاسعة. أن أنحني وأرتوي من تلك الغيوم..... اسمح لي: أن أتنفس..... أن أتكلم.....أن لا ألتزم الصمت..... |
أختي زهرة..........أرى هنا روحا تبتغي حريتها في المدى الوردي المسيج برغبة القلب على الفعل
حروفك في مدها تعلن للقارئ........قدرتك على وصف ما لا يوصف... لغتك عميقة............وساحرة.............ترغم العقل على الإنصهار... لذا ارى نصك يحرق حقا كل تردد في قدرة القلب على إجتراح المعجزات داومي اختاه فانت تملكين حقا زمام المفردة المبدعه............ تقبلي مروري المتواضع....................تحيتي وسلامي |
اقتباس:
كم هو شرف للقلم أن يكون هناك مثلكم دمتم للقلم |
إليك أختي زهرة .. من ورود النبض تحية وسلام .. أما بعد .. فما برسالتك تلك إلا إلتماس عدل في زمن أغبر .. فهلا سمعتها يا من تقضي بالعدل .. فوالله إن تسمعها لتقطعت اوصالك نزفا وألما .. لا داع للمحام أختاه .. فقد أفحمت كلماتك من يقف امامها .. سأبقى هاهنا بين كلماتك عمرا .. لعلي أصل إلى نهاية المطاف منتصرا .. فما زلت وانا أقرأها تائها في رباها .. واصلي .. فإن للنزف معك رونقا وجمالا كل الود والإحترام والتقدير تائه |
كنت أتمنى أن ينتهي النص عند الجزئية الأولى التي روح الطفولة والبراءة تسكنها ، لكن الكاتبة أصرت على مواصلة مشوار الإبداع وبالتالي القارئ للنص يجد أنه مجموعة محطات متنوعة وكان يمكن أن يكون كل جزء نص بذاته . في الشق الأخير من النص ركزت الكاتبة على الأخذ والعطاء والمقصود به حالة المحكمة والقاضي وكأننا أمام محكمة حقيقية في هذه الجزئية تغير روح النص فبعد البراءة التي كانت تسكن الجزئية الأولى أتينا في الجزء الأخير على القاضي والجلاد . زهره ..... نص بذل فيه الكثير من الجهد والتنوع هذا قد يخدم النص في كثير من الأحيان . |
شكرا لك زهرة على مشاركتنا النص
حروفك مدهشة عجبتني كثير |
اختي زهرة ها نحن وكأننا في محكمة
وننتظر رد القاضي ولكن القاضي العادل تسلسل جميل في جنبات النص قرأت الابداع والتميز في نصك كل التحية لك... |
الأخت زهــره ,
/ تجسدين هنا واقع نعيشه , وفوارق ربما البعض بداء ينساها استحضرتي اجمل المعاني التي نحتاج إلى نتمعن فيها لتفتح الاعين التي يغشاها السواد , راقني نبضك |
الاخت الفاضله زهره كلمات جميله جدا ونبض راقي تسلمي على هذا البوح والجمال الرائع وتقبلي تحياتي |
عزيزتي زهرة..
نص جميل ... تفاصيل نسجتها بأتقان...رأيت كل الاحداث و عايشتها من نافذة نصكِ.. راق لي كثرا أن أكون هنا... سلمت و دمتِ رائعة... مودتي |
| الساعة الآن 07:22 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir