منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   قضايا وأراء (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   حضـــــــــــن الأب (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=18689)

رحيق الكلمات 01-12-2013 10:49 AM

اهلا وسهلا اخيتي ضي البدر
يسعدني أن أكون هنا
أنثر في حديقة كلماتك مشاركتي البسيطة
موضوع مهم وجريء
أيضا
فعلا في مجتمعاتنا إلا من رحم ربي تُحرم الفتاة من حضن والدها في سن صغيرة
لماذا لأسباب منها أن فاقد الشيء لا يعطيه غالبا فهذا الأب لم يدرج في ثقافته احتضان ابنائه
فمن أين له بهذا إلا من نال حظا من ثقافة تربوية غيرت مسار تفكيره
ومنهم من يرى ذلك عيبا بحكم العادات والتقاليد
ولكن الحقيقة ان الفتاه بحاجة الى حضن ابيها وثقته ومشورته
وبعيدا عن كل فلسفة النفسيين الذين ادخلوا في عقول البشر ان اقتراب الأب من ابنته قد يؤدي
الى وقوع أشياء لا مجال لذكرها هنا
ولكن هذا لا مجال لوجوده في مجتمع مؤمن ومحافظ بل أن الدين الإسلامي جعل الأب مدرسة ابناءه الأولى ولم يفرق في ذلك بين الذكر والأنثى وبالطبع بلا إفراط ولا تفريط
وما المصائب التي نسمع عنها اليوم إلا نتيجة لإبتعاد الآباء عن بناتهم
فتجدها تبحث عن الحب والحنان والكلام الطيب من أفواه لا تمت لها بصلة
اعذروا إطالتي ولكني أرى في المدارس حيث أعمل نماذج لا يستهان بها كلها
نماذج فقدت حنان الأب

محمد سالم الشعيلي 01-12-2013 03:50 PM

الأخت ضي البدر
شكرا على هذا الموضوع والذي يُحدَّث الكثير ممن يتابعونه أنهم عليهم مراجعة أسلوب التعامل والتربية.
وأنا صغير كنت أرى عمي ( فوق 50 عاما ) يسكن الإمارات يأتي بيتنا حيث والدته معنا، كان عندما يصل تحتضنه كأنه ذلك الولد الصغير القادم من المدرسة وتسأله عن أكله وشربه وصلاته وتأخذ جواز سفره وتضمه معها في ( السحارة)
وقد قرأت في أحد التقارير النفسية أن الولد يحتاج إلى 20 ثانية حضن من أحد أبوية كل يوم كي يشحن بالحنان والنشاط.
سوف أنحرف في نقاش المسألة من وجهة نظري وطيبعة تعايشنا نحن فإن الحضن سار حتى سن البلوغ ثم تترقى المسألة إلى نظام ( الخشم ) أو ( المخادده ) وهي بعض البوسات على الخد كعادة الكثيرين.
إذن هناك نظام تمشي عليه بعض الفئات والمجتمعات وهو مناسب في بعض الأحوال.
وأعرف السؤال: هل من خطأ في الحضن؟؟
أبدا، لا يوجد خطأ بل هو واجب
يجب على الوالد أن يعبئ أبناءه بالحنان والمودة والرحمة والحب بإستخدام كل الأساليب المطروحة في تربية الأبناء كالحضن واللعب والتحدي والنقاش والسباق وغيرها من الأساليب.
لقد رأيت بعض الأفراد يترفعون من تعليم أبناءهم تقبيل اليد والرأس خوف تعلم الإذلال وهذا مما يزرع بذور التكبر على الجميع وحتى الأبناء.
في الحديث النبوي { كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته} وهذه أحد المسئوليات التي يجب علينا اتباعها وتطبيقها التطبيق السليم والصحيح.

تحياتي العطرة

يزيد فاضلي 06-12-2013 07:51 PM

.../...
 
...ثلاثة معالمَ كبرى،لاَ غنى عنها لأيِّ زوجيْن أبويْن،لهما أولادٌ،استوْدعوا فيهم آمالَهُمْ وطموحاتِهِمُ الكبرى في مستقبل الأيام :

ـ الحُبُّ والمَحبة والمودة...
ـ السكينة والاستقرار...
ـ المرحمة والتراحم...

ووجودُ هذه المعالم-بنِسَبٍ متفاوتةٍ-أو غيابُها النهائي في جَوِّ البيتِ له آثارٌ غويطة وبعيدة المدى على مستوى التنشئة النفسية والفكرية وحتى الجسدية التي يكونُ عليها الأبناءُ مستقبلاً...

إنّ منسوبَ هذه المعالم ومَدى سَرَيانِها في التعامل بين الأبُوَّةِ والبُنوَّةِ هو الذي يُحدِّدُ في النهاية شكلَ العلاقةِ بينهما...

وقد قرر علماءُ الأخلاق قديماً وحديثاً-كما أشار الأستاذ أحمد أمين في كتابه ( الأخلاق )-أن العنصريْن الحاكميْن في التربية والسلوك هما : الوراثة والبيئة،وإنِ اختلفوا في أيِّهِما أقوى وأنفذ...

ولمَّا كانت الأسرة أجلى مظهَرٍ للبيئة التي تحيط بالإنسان،فإن أولادَنا هُمُ الفئة الأولى التي ستتأثر شخصياتُهُمْ وسط الجوِّ العامِّ الذي يغشى البيتَ في التعامل بين أفرادِهِ...

إن وجودَ أيِّ طارئٍ غلط؛غير طبيعي في ذلك التعامل سينعكسُ قطعا بالسلبيةِ على نمط تفكيرهم وتوازنهم النفسي والعقلي والوجداني...

خذي مثلاً-أختي الكريمة ضي البدر-الظاهرة التي أسميها ( الجفاف العاطفي ) بين البنت وأبيها...

هذه الظاهرة التي استشرتْ وعمَّتْ،وصارتْ-بحكم الموْروث-ظاهرة أصيلة في كثير من مجتمعاتِنا العربية الإسلامية...

ولاعتبارَاتٍ كثيرةٍ-أولها العادات والتقاليد-غدَا ضرباً من خيال أن تجلسَ البنت البالغة الكبرى مع أبيها جلسَة أبوية حميمية معينة،فضلاً عن أنْ يَحتضنَ الأبُ الحنونُ الرؤوم ابنتَهُ في ساعةِ احتياجٍ منها لدفئ هذا الحِضن...

ربما كانَ العذرُ المقبول الوحيد إزاء استشراءِ هذا الجفاف-عَدا قيْد العادات والتقاليد-يكمُنُ في أن كثيراً من الآباء يعتذر عنه بـأن ( هيْبَة الوقار وسلطان الأدب الأبوي ) هو ما يمنعُ الأبُ الحنونُ أن يُجاهرَ بعاطفتهِ الأبوية العارمة بهذا الشكل إزاء ابنتِه المحبوبة...

ونحن هنا لا ننكرُ أبداً ما لهيبةِ الأب في ديننا وأعرافِنا الإجتماعية من قدسيةٍ وجَلال ووقار جَمٍّ،فما هي العاطفة الأبوية المفقودة التي نعنيها هي تلك العاطفة المنفلتةِ من قيودِ الدين وحدود الأخلاق،فتنفتحُ على الغارب-كما الشأن في واقع المجتمعاتِ الغربية المتميِّعة-حتى أننا نجدُ بعض المنسلخين من أبناء مجتمعنا يُحطمون كل القيود والحدود بين الآباء والأبناء تحت مسمَّى القضاءِ على ( الرجعية والتزمًّتيَّة والبدائية )...نحن هنا لا نقولُ للبنتِ المسلمة ولأبيها المسلم : إذا كانَ ولابد من إذابةِ الجليد العاطفي بينكما فإن عليكما الاجتهادَ في تحطيم أسوار الاحترام والوقار والأدب الذي يحكم علائقَ التعامل بينكما لدرجةِ التميع و التفريط...

لاَ...لاَ...

إن ذلك الخيط الرفيعَ من إيهاب الاحترام والهبية والحِشمة والوقار بين الأب وابنتِه يَجبُ أن يَظلَّ حاضراً بينهما،متيناً في ثباتِه وبقائه...وكلما كَبرَتِ البنتُ ورحلَ عُمرُها الفتيُّ إلى البلوغ والنضج والشباب كلما كانَ ذلك الخيْط الرفيعُ أقوَى وأمتَنَ وأدعى للحضور المستمر والبقاء الدائم...

إنما نحن هنا نعني العَوَجَ الفكري والنفسي والتربوي الذي يتخبط فيه كثيرٌ من الآباءِ تجاه بناتِهِمُ الكبيرات البالغات..يتخبطون فيه بالخلط بين ضرورة الاستجابة العاطفية الأبوية لحاجاتِ بناتهم إلى دفئ الحب الأبوي-خصوصا في أوقاتِ الشعور بالإحباط والاكتئاب والوحشة والاحتقان والعذابات النفسية المختلفة-وبين مقتضياتِ الاحترام والوقار والهيبة المطلوبة،فإذ بهم في النهايةِ يسحقون الاستجابة العاطفية الأبوية تحت سنابك السلطة الأبوية التي لا ترحم في البنتِ شعوراً ولا تـُـبقي في وجدانها إحساساً...

نعم أختي الكريمة...

كمْ نحتاج-نحن الآباء-إلى الجلوس الحقيقي الصادق والاستماع إلى بناتِنا وهنَّ يُفضفضنَ على كراسي اعترافاتهن،ويكشفنَ للدنيا مَدى قسوتنا وجبروتنا عندما نضِنُّ عليهن بابتسامةٍ أبويةٍ مخلصةٍ أو تحضينٍ أبويٍّ دافئٍ أو مَسْح دمعةٍ حبيسةٍ في مِحجرها..أو على الأقل نسمعهنَّ كلمة أبوية رقيقة لتطييب الخاطر...

أحضن ابنتي الحبيبة...وماذا عليَّ لو فعلتُ ذلك...؟؟!!!

ما المانع بالله علينا...؟؟!!!

ابنتي اليوم على مشارف الثانوية العامة..إنها أولُ عناقيدي التي أكرمني اللهُ بها...أراها وأرمقها-أنا ووالدتها-وهي تكبُرُ وتكبرُ في حسِّنا،وكأنما الأيامُ تخطِفها من دوحةِ أبُوَّتِنا التي طالما دَرجتْ في حديقتها رضيعة في اللفافات..وطفلة صغيرة نناغيها..وتلميذة ناشئة نمسكُ براحتها البريئة ونوصلها إلى باب المدرسة..وطالبة يافعة نتابعُ نجاحاتِها الدراسية عاما بعد عام...

إن ألبومَ صورها يشهدُ بالمرحلة والشهر والعام على رحلة تلك الأقصوصة الرقيقة الشفيفة الحانية التي سطرَتها أبوَّتي الغرثى منذ البديات...فما المانع اليومَ أن تتوَّجَ فصولها اللاحقة بما بدأته الأبُوَّة والبُنوَّة من رقائق...؟؟!!

يا لله... ما أقساه موقِفاً أن تنكفئَ بنتٌ جريحة محرومة تجأرُ إلى اللهِ حرمانها من الحق السماويِّ الذي كفلته الفطرة الإنسانية لها من أبيها...!!

كمْ نحن الآباء قساة..(( نعترفُ أمام الله الواحد نعترف ))...وليغفِر اللهُ لنا جميعاً...!!

شكراً-أختي ضي-على الطرح...وشكر الله لمن أفاض وأفاءَ...

ضي 07-12-2013 06:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي (المشاركة 214509)

موضوع جداً رائع ومميز أختي القديرة ضي البدر ...يشعرنا بصدق النية في طرح المشكلة

للحوار... نعلم تمام العلم بإن القليل منا من يعمل ذلك ...ربما هي عادات وتقاليد تربينا عليها

ولكن من وجهة نظري البسيطة الأب والأم هما من يزرع تلك العادة الطيبه في أبنائهم أو بالأحرى

في البنت منذو الصغر لإن البنت كلما كبرت كبرت معها هذه العادة الطيبة فحضن الأب لايقل عن حضن

الأم في الأمان والعاطفه والقوة التي تمتد إليها من رمز البيت ... فهي بالتالي بحاجة دائمة لتلك

العاطفه الأبويه الحانية المزروعة من الصغر ...فهو مصدر قوتها وصلابة جاشها في تخطي الصعاب

وعلاج الأمور النفسية التي تمر بها ...شكراً سيدتي القديرة ضي ... وانتظر منك موضوع آخر هنا ...

اخوي سالم الوشاحي وان هذا الحضور يسعدني ..
لا انكر وجود العادات والتقاليد التي يتبعها الناس وفق اهوائهم ..
ولكنني أكرر هنا واناشد كل والد ان لا يهمل ابنته فهي بأشد الحاجة لوجود والدها بجانبها
ليشعرها بالأمان والطمأنية ..
تواجد مثري اخوي سالم ..
دمت متألق..


الساعة الآن 03:29 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية